الزحافات والعلل التي تدخل على التفاعيل
الزِّحافات منها المفرد ومنها المزدوج ، والعلل منها علل نقص ومنها علل زيادة وكل يدخل على تفاعيل معينة ، ونقتصر في الكلام على الزحافات والعلل ، على المستعمل في الغالب حتى يظل الأمر سهلا على الجميع .
التفاعيل
فاعِلُنْ * فاعِلاتُنْ * فَعولُنْ * مَفاعيلُنْ * مُسْتَفْعِلُنْ * مُفاعَلَتُنْ * مُتَفاعِلُنْ * مَفْعولاتُ .
هذه التفاعيل منها الخماسي ومنها السباعي ( أي خمسة أحرف أو وسبعة أحرف ) .
التفاعيل منها ما آخره سبب خفيف ، ومنها ما آخره وَتِدٌ مجموع ، ومنها واحدة آخرها وَتِدٌ مفروق .
الزحافات بشقيها المفرد والمزدوج تتعلق بالأسباب داخل التفاعيل .
العلل بشقيها تتعلق بآخر التفاعيل .
تركيب التفاعيل
فاعِلُنْ / فا * سبب خفيف ـ عِلُنْ * وَتِدٌ مَجْموع .
فاعِلاتُنْ / فا * سبب خفيف ـ عِلا * وَتِدٌ مجموع ـ تُنْ * سبب خفيف
فَعولُنْ / فَعو * وَتِدٌ مجموع ـ لُنْ * سبب خفيف .
مَفاعيلُنْ / مَفا * وَتِدٌ مجموع ـ عيـ * سبب خفيف ـ لُنْ * سبب خفيف .
مُسْتَفْعِلُنْ / مُسْـ * سبب خفيف ـ تَفْـ * سبب خفيف ـ عِلُنْ * وَتِدٌ مجموع .
مُفاعَلَتُنْ / مُفا * وَتِدٌ مجموع ـ عَلَـ * سبب ثقيل ـ تُنْ * سبب خفيف .
مُتَفاعِلُنْ / مُتَـ * سبب ثقيل ـ فا * سبب خفيف ـ عِلُنْ * وَتِدٌ مجموع .
مَفْعولاتُ / مَفْـ * سبب خفيف ـ عو * سبب خفيف ـ لاتُ * وَتِدٌ مَفْروق .
هذه هي التفاعيل بتراكيبها ، وهناك تفعيلتان تقرآن قراءة مختلفة وهما ( مُسْتَفْعِ لُنْ ، فاعِ لاتُنْ ) ولا حاجة لنا بهما على هذه الصورة ، فهما عندنا نفس شقيقتيهما .
نأخذ الان الزحافات والعلل لنعرف الحروف التي تقبلها .
الزحاف المفرد
الخَبْن : حذف الثاني الساكن ، يدخل على ( فاعِلُنْ ، فاعِلاتُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ، مَفْعولاتُ ) . فتبقى التفاعيل بعد دخوله ( فَعِلُنْ ، فَعِلاتُنْ ، مُتَفْعِلُنْ ، مَعولاتُ ) .
لاحظوا أن كل تفعيلة حذف منها الحرف الثاني الساكن .
الاِضْمار : تسكين الثاني المتحرك ، يدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ) ويحولها إلى ( مُتْفاعِلُنْ ) وتقرأ ( مُسْتَفْعِلُنْ ) لأن الثاني أصبح ساكنا ، فتشابهت التفعيلتان في الايقاع .
الوَقْصُ : حذف الثاني المتحرك ، يدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ) فتبقى التفعيلة ( مُفاعِلُنْ )
الطَّي : حذف الرابع الساكن ، يدخل على ( مُسْتَفْعِلُنْ ، مَفْعولاتُ ) فتبقى التفعيلتان ( مُسْتَعِلُنْ ، مَفْعُلاتُ ) ..
القبض : حذف الخامس الساكن ، يدخل على ( فَعولُنْ ، مَفاعيلُنْ ) فتبقى التفعيلتان ( فَعولُ ، مَفاعِلُنْ ) .
العَصْب : تسكين الخامس المتحرك ، يدخل على ( مُفاعَلَتُنْ ) فيحولها إلى ( مُفاعَلْتُنْ ) وتقرأ ( مَفاعيلُنْ ) .
العَقْل : حذف الخامس المتحرك ، ويدخل على ( مُفاعَلَتُنْ ) فتبقى ( مُفاعَتُنْ ) وتقرأ ( مُفاعَلُنْ ) ، لكن هذا الزحاف قليل الورود في الشعر المعاصر ، ولا نعدم له استعمالا .
الكَف : حذف السابع الساكن ، يدخل على ( فاعِلاتُنْ ، مَفاعيلُنْ ) فتبقى التفعيلتان ( فاعِلاتُ ، مَفاعيلُ ) . وبهذا ينتهي باب الزحاف المفرد
الزحاف المزدوج : وهو اجتماع زحافين مفردين مما مر معنا آنفا .
*الزحاف المزدوج
الخَبْل : هو الخبن مع الطي ، حذف الثاني والرابع الساكنين ، ويدخل على (مُسْتَفْعِلُنْ ، مَفْعولاتُ ) فتبقى التفعيلتان (مُتَعِلُنْ ، مَعُلاتُ ) فتقرأ الاولى ( فَعِلَتُنْ ) والثانية كما هي أو ( فَعِلاتُ ) .
الخَزْل : هو الاضمار مع الطي ، وهو تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن ، ويدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ) فتبقى التفعيلة (مُتْفَعِلُنْ ) وتقرأ كما هي أو ( مُفْتَعِلُنْ ) .
الشَّكْل : وهو الخبن مع الكف ، ويدخل على ( فاعِلاتُنْ ) فتبقى ( فَعِلاتُ ) .
النَّقْص : وهو العصب مع الكف ، ويدخل على ( مُفاعَلَتُنْ ) فتبقى( مُفاعَلْتُ ) وتقرأ ( مَفاعيلُ ) . وبهذا ينتهي باب الزحاف المزدوج .
علل الزيادة
التَّرْفيل : وهو زيادة سبب خفيف على ما آخره وَتِدٌ مجموع ، ويدخل على ( فاعِلُنْ ، مُتَفاعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ) فتصبح بعد الترفيل ( فاعِلُنْ + تُنْ / فاعِلاتُنْ ، مُتَفاعِلُنْ + تُنْ / مُتَفاعِلاتُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ + تُنْ / مُسْتَفْعِلاتُنْ ) .
التَّذْييل : وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره وَتِدٌ مجموع ، ويدخل على ( فاعِلُنْ ، مُتَفاعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ) فتصبح بعد التذييل ( فاعِلُنْ + نْ / فاعِلانْ ، مُتَفاعِلُنْ + نْ / مُتَفاعِلانْ ، مُسْتَفْعِلُنْ + نْ / مُسْتَفْعِلانْ ) .
التسبيغ : وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف ، ويدخل على ( فاعِلاتُنْ ، فَعولُنْ ، مَفاعيلُنْ ) فتصبح بعد الزيادة ( فاعِلاتُنْ + نْ / فاعِلاتانْ ، فَعولُنْ + نْ / فَعولانْ ، مَفاعيلُنْ + نْ / مَفاعيلانْ ) بهذا تنتهي علل الزيادة .
علل النقص
علل النقص تتعلق بأواخر التفاعيل وأولها حسب موقعها :
الحَذْف : هو اِسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، أي أنه لا يدخل إلا على التفاعيل التي آخرها سبب خفيف كما فصلناها .
يدخل الحَذْفُ على ( فَعولُنْ ، مَفاعيلُنْ ، فاعِلاتُنْ ) وتبقى التفاعيل بعد دخوله ( فَعو ، مَفاعِي وتقلب إلى فَعولُنْ ، فاعِلا وتقلب إلى فاعِلُنْ ) ، ولا يدخل الحذف منفردا على ( مُفاعَلَتُنْ ) رغم أن آخرها سبب خفيف ، بل يدخل مع زحاف آخر سيأتي ذكره .
القَطْعُ : حذف ساكن الوتد المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، أي أنه يدخل فقط على التفاعيل التي آخرها وَتِدٌ مجموع ، ويدخل القطع على ( فاعِلُنْ ، مُتَفاعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ) لاحظوا أنها جميعا تنتهي بـ ( عِلُنْ وهو الوَتِدُ المجموع ، وساكنه النون وما قبلها اللام ) فتبقى التفاعيل بعد دخوله ( فاعِلْ وتقلب إلى فَعْلُنْ ، مُتَفاعِلْ ، مُسْتَفْعِلْ وتقرأ كما هي أو تُقلب إلى مَفْعولُنْ ) .
القَطْف : وهو اجتماع العَصْبِ مع الحذف ، أي تسكين الخامس المتحرك ، وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، ويدخل القطف على تفعيلة واحدة هي ( مُفاعَلَتُنْ ) وتبقى بعده ( مُفاعَلْ ) وتقلب إلى فَعولُنْ ) وهي التي نجدها في بحر الوافر .
البَتْر : وهو اجتماع الحذف مع القطع ، أي حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، وما تبقى منها يدخل عليه القطع ، ويدخل البَتر على ( فاعِلاتُنْ ، فَعولُنْ ) وتبقى بعد البَتْرِ ( فاعِلْ وتقلب إلى فَعْلُنْ ، فَعْ ) .
القَصْر : وهو حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، أي أنه يدخل فقط على التفاعيل التي آخرها سبب خفيف ، ويدخل القصر على ( فَعولُنْ ، فاعِلاتُنْ ) فتبقى بعد دخوله ( فَعولْ ، فاعِلاتْ وتقلب إلى فاعِلانْ ) .
الْحَذَذ : وهو حذف الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة ، لكنه لا يدخل كل تفعيلة آخرها وَتِدٌ مجموع ، ويدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ) فَتَبْقى بعد دخوله ( مُتَفا وتقلب إلى فَعِلُنْ ) ، وقد تكون مضمرة ( مُتْفا فتقرأ فَعْلُنْ ) .
الصَّلْم : وهو حذف الوَتِدِ المفروق من آخر التفعيلة ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مَفْعولاتُ ) فتبقى بعد دخوله ( مَفْعو وتقلب إلى فَعْلُنْ ) .
الكَشْف : والبعض يسميه الكَسْف ، وهو حذف السابع المتحرك من آخر التفعيلة ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مَفْعولاتُ ) فتبقى بعد دخوله ( مَفْعولا وتقلب إلى مَفْعولُنْ ) .
الوَقْف : وهو تسكين السابع المتحرك من آخر التفعيلة ، ويدخل تفعيلة واحدة هي ( مَفْعولاتُ ) فتبقى بعد دخوله ( مَفْعولاتْ وتقلب إلى مَفْعولانْ ) .
التَّشْعيث : وهو حذف أول الوَتِدِ المجموع من وسط التفعيلة ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( فاعِلاتُنْ ) وتبقى بعد دخوله ( فالاتُنْ وتقلب إلى مَفْعولُنْ ) .
الكَبْل : وهو اجتماع الخَبْنِ مع القطع ، أي حذف الثاني الساكن وساكن الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مُسْتَفْعِلُنْ ) وتبقى بعد دخوله ( مُتَفْعِلْ وتقلب إلى فَعولُنْ ) .
الخَرْم : وهو حذف أول الوَتِدِ المجموع ، ويدخل على ( فَعولُنْ ، مَفاعيلُنْ ) فتبقى التفعيلتان بعد دخوله ( عولُنْ وتقلب إلى فَعْلُنْ ، فاعيلُنْ وتقلب إلى مَفْعولُنْ ) ، والخرم لا يدخل هاتين التفعيلتين حيث وقعتا ، إنما فقط حين تكونان بداية الشطر .
ولا بد من الاشارة أن هذه الزحافات والعلل يمكن التعرف إليها من خلال الأبيات ووقوعها ، هذا حتى لا يصاب أحد باليأس منها قبل الوقوف عليها ، وفي شرحنا للبحور والأوزان ، سنشير إلى كل منها وكيفية دخوله على التفعيلة ، وسترون حينها أنها سهلة جدا .
وبعد : هذه هي أهم ما يمر على الشعراء من الزحافات والعلل ، وغالبا ما لا تمر جميعها ، لكن ذكرناها ، حتى اذا وقعت عرفها الشاعر وعرف جوازها .
هناك تفعيلة ( فاعِلُنْ ) في وزن المتدارك ، والتي كثيرا ما ترد على صورة ( فاعِلُ ) وسموا علة حذف النون القبض لأن الحذف وقع على الخامس المتحرك .