منتدى اللغة العربية للجميع
أخي الكريم مرحبا بك في منتديات اللغة العربية
سجل عضويتك وشاركنا برأيك ولا تبخل علينا بمواضيعك
منتدى اللغة العربية للجميع
أخي الكريم مرحبا بك في منتديات اللغة العربية
سجل عضويتك وشاركنا برأيك ولا تبخل علينا بمواضيعك
منتدى اللغة العربية للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اللغة العربية للجميع

هذا منتدى نحاول من خلاله أن نعيد الاعتبار إلى اللغة العربية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 **** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" *****

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ZakharBrahim
صاحب الموقع
صاحب الموقع
ZakharBrahim


عدد المساهمات : 67
نقاط : 5793
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/03/2009
العمر : 42

**** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" ***** Empty
مُساهمةموضوع: **** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" *****   **** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" ***** Emptyالخميس 23 أبريل - 2:54

نشيد الجبار

قصيده : نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس ) / لــ : أبو القاسم الشابـي .

سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى ما في قراري الهَوّة ِ السوداءِ...
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، غرِداً - وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني عن حرب آمالي بكل بلاءِ:
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ
« فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ، وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ»
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً قيثارتي، مترنِّما بغنائي»
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ »
« إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ »
« وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ »
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي »
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه لم يحتفِلْ بحجارَة ِ الفلتاء"

********
قصيدة : ( نشيد الجبار , أو هكذا غنى بْرُمِيثْيوس .. )

سأعيش رغم الداء و الأعداء === كالنسر فوق القمة الشماءِ
مع أنه كان في هذه القصيدة يصراع من أجل الحياة , إلا أنها تضجُّ بكثير من الأسى و تضطرم فيها الصراعات الحقيقية و الوهمية , تنوعٌ في المفردات , و تبادلٌ في المعاني و تجاذب للطبيعة , و استعارة لكثير من معانيها و غوص في أسرارها .!
لديه الكثير من الأعداء , و ربما كان أول أعدائه هي الدنيا , و سيحيا برغم المرض الذي يوهنه و يضع من قوته .. !
استعار لنفسه اسم الجبار , و في هذا دليل إصرار عجيب على الغلبة و الوقوف ضد طوفان الحياة الهائج .. !
و نرى أن أبا القاسم قد استعار شخصية ( بروميثيوس ) و هو إله في الأساطير اليونانية القديمة , دافع عن الإنسان , فعاقبته الآلهة الأخرى عقاباً شديداً , لكنه كان صلباً لم يتزحزح , و ظلَّ متحدياً برغم كل ما يواجهه ..!
و قد اختار أبو القاسم هذه الشخصية اليونانية القديمة ؛ لأنها ترمز إلى الصمود و التحدي و الثورة .. بالرغم من الألم الذي ينوء به , و كأنه يشير إلى حاله الشخصية التي ترزح تحت نير الاتهامات الكثيرة , و العداء الحاقد , و زيادة إلى ذلك , مرضه الذي يهد كيانه , يرى نفسه وحيدا يقف أمام تلك الأمواج العاتية من الناس , و ذلك المد الهائل من القدر الأليم , كان ( بروميثيوس ) وحيداً مقيداً متألماً , و كذلك كان أبو القاسم .. .
إلا أن الأستاذة -ريتا عوض- تشير إلى أن شخصية (بروميثيوس) قد توقف ذكرها على العنوان للقصيدة , فلم يأت لها بيان في القصيدة كما أن إيرادها ضمن شعر عربي ضمن إطار الثقافة العربية يجعل منها فكرة قاصرة , غير مفهومة لكثير من القراء العرب .. لأنها ذات بعد رومانسي أوربي يوناني .. .

و يرى هشام الريفي أن هذه القصيدة تحمل قرائن عديدة تحيل على مرجعية غير عربية , و أن أبا القاسم الشابي كشاعر و مغنٍ , بات شخصية غريبة عن التراث العربي , عريقة في السنّة الأدبية الغربية , و هذا تقليد رومانسي احترمه أبو القاسم برغم جهله بلغة غير اللغة العربية !
و تشكل هذه القصيدة مرحلةً جديدة في نظرة أبي القاسم الشابي إلى الحياة , إذ كان في سابق عهده يرى بؤسها و شدة بأسها , و أنها مظنة الفجيعة و محل النقيصة و موطن البلاء , فكان يرجو الموت و يأمله , لكنه هنا .. قد خلع ذاته العتيقة و لبس الإنسان الجديد , ابن الحياة الجديد , و اعتنق إرادة القوة التي بلغت مداها – كما يقول جان طنوس - في قصيدته الرائعة ( أنشودة الجبار ) ..
و يصفه بأنه " كان سجين الموت الروحي ,و العبودية العمياء , فأصبح الآن حرا يذوب في روح الكون الخلَّاقة , " .
إن التحدي الذي يدفع به الشابي أمام القدر , يعطيه قيمة أعلى , و يملأ نفسه سعادة غريبة ترفعها فوق صغائر الدنيا , كالنسر الذي يتعالى على الحشرات التي تدب على الأرض , فلم يعد القدر الآن حتمية قوية لا بد أن يخضع لها , لكنه يعتقد أنها نقطة انطلاق لإرادة القوة التي تبدل الظروف كما تشاء ..
إن القصيدة لا تزال في طور الكآبة , لكنها كآبة إيجابية , تتحول إلى أداة فاعلة , إلى محرك دافع للقوة محفز للعمل و التفاعل مع تلك الحياة , لم يعد ذلك الإنسان المنزوي المنغلق على ذاته , المحلق في خيالاته في أوساط الغابة , بل انبرى أمام مد الحياة , ليدفع به , لكنني أؤكد أنه لو انتصر لعاد إلى غابته , لأنه أحب الحياة الأولى , و لم تحركه تجاه المواجهة هذه سوى حياة الغاب بكل ما فيها من هدوء و سكينة ,,
أما إذا خمدت حياتي و انقضى === عمري و أخرست المنية نائي
فأنا السعيد بأنني متحول === عن عالم الآثام و البغضاءِ
لأذوب في فجر الجمال السرمدي == و أرتوي من منهل الأضواءِ .

و هو الآن يدعو إلى مواجهة القدر , بكل ثبات و صمود , و سوف يقف أمامه شامخاً , و يرى أنه و إن هُزم في هذا الصراع , سيعد نفسه منتصراً , و أنه سينتهي إلى الحياة التي يريدها حقيقة .. لذا فهو قد أعاد التفكير في طريقة تعامله مع الحياة و القدر, فوجد أن غايته التي تتنتهي في الجمال السرمدي و الخلود الأبدي في أكناف الخيال البديع , له طرق عديدة , لكن أولاها و أعظمها هو جهاد الحياة و القدر , فمتى انتهى فسوف يُبّشَّرُ بحياة أخرى أجمل و أروع ! .
و قد اختتم قصيدته , بإعلان التحدي مرة أخرى .. و وجه حديثه لأولئك الذين أرادوا هدمه و تمنوا انتهاءه ؛ بأنه لن يمضي إلا منتصراً عليهم , متغلباً على مكائدهم .. و شبَّههم بالأطفال, و جعل نفسه أرفع منزلة حيث يطال السماء , و هم تحتها يحيكون مؤامراتهم . !
و قد قدم لنا صوراً بديعة, حين يقول :
فارموا على ظلي الحجارة و اختفوا === خوف الرياح الهوج و الأنواءِ
فإنهم في نظره لن يبلغوا إن استطاعوا أكثر من ظله , ليمكروا فيه و يعتدوا عليه , و يوصيهم بالهرب السريع , لئلا يصابوا بشيء من الرياح أو الأنواء .. و فيحذيره هذا معان كثيرة , فإما أنه يحذرهم لخوفهم الشديد منها في حياتهم الواقعية , فهو يعرِّضُ بهذا الأمر في إيمانهم بالشعوذة و الأساطير , أو أنه يضع نفسه كالريح الهوجاء التي تضربهم فعليهم الخوف منها , و المعنى الثالث الذي لاح لي , أنه يخوفهم من شيء طالما وقف تجاهه من الرياح الهوج و الأنواء التي هي كناية عن الدنيا , و ما تبعثه من مصائب ومكائد , فهم ليسوا بشيء بالنسبة إليه , و لن يستطيعوا مجابهة شيء استطاع مواجهته ,و الوقوف في وجهه .. فهو في هذه المرحلة قد بلغ شأوا عظيما ,و وقف موقفا خطيرا في اتجاه الريح التي طالما خشيها و ابتأس لوجودها .!
و يذيِّل قصيدته , ببيت يعطينا دلالة على تغيُّر نهجه و ظهور نظرة حادثة في حياته :
من جاش بالوحي المقدس قلبه === لم يحتفل بحجارة الفلتاء
فماذا يكون ذلك الوحي المقدس .. ؟ يقول الأستاذ -جون طنوس- : "أنه ذلك الاكتشاف لمنابع القوة التي أنقذته من جاذبية الصغائر و رفعته إلى سماء القدرة و الجبروت , حيث جاذبية الخلق و التحدي " .. .
إن تحديه للقدر ,, لم يكن في صالحه .. لأنه كان خاسراً مسبقاً .. فمن ذا الذي يقف أمام القوة الجبارة التي تكتسح الأرض .. !
و يقول الدكتور محمد مندور معلقاً على هذه القصيدة ,و معقباً على ذلك الصوت الصدّاح الذي أطلقه أبو القاسم : "إن روح أبي القاسم كانت ترهص بكل ذكاء بالأيام المجيدة التي يحياها شعب تونس , إذ يجاهد الطغيان دون أن يعرف الضعف أو الاستكانة "..


http://barom11.malware-site.www/شكر%20على%20الموضوع%20الرائع.gif
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zakharbrahim.ahlamontada.com
ZakharBrahim
صاحب الموقع
صاحب الموقع
ZakharBrahim


عدد المساهمات : 67
نقاط : 5793
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/03/2009
العمر : 42

**** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" ***** Empty
مُساهمةموضوع: رد: **** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" *****   **** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" ***** Emptyالثلاثاء 5 يوليو - 12:08

بالتوفيق للجمييييييييييع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zakharbrahim.ahlamontada.com
 
**** تحليل قصيدة "هكذا غنى بروميتيوس" *****
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» **** طريقة تحليل نص شعري ****
» **** طريقة تحليل النص الأدبي *****
» *** تحليل رواية اللص والكلاب ****
» ***** تحليل لمؤلف "ظاهرة الشعر الحديث" *****
» **** كتاب "الأدب والغرابة" لعبد الفتاح كيليطو ****

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اللغة العربية للجميع :: منتدى الثانية بكالوريا :: منتدى السنة الثانية بكالوريا آداب وعلوم إنسانية :: صفحة أنشطة القراءة-
انتقل الى: